تشكو أمهات هذا العصر من عدم الإهتمام بها من قبل أولادها بالشكل الذى تتمناه، وتجد أن الإحساس بالمرارة تتقاسمه الكثير منهن، والشكوة المتكررة هى عدم تواجد الإبناء فى المنزل حتى لو كانوا غير متزوجين.
فليس هناك فرصة لإلتفافهم حول الأم سواء فى مواعيد تناول الطعام مثلا أو فى المساء بعد العودة من العمل أو الجامعة، فالجيل الجديد ليس لديه وقت ليمنحه للوالدين، فكل شاب وشابة مشغول بحياته الخاصة سواء مع الاصدقاء أو مع جهاز الكمبيوتر الذى لايفارق يديه.
لم نعد نجد وقتا يتبادل فيه أعضاء الاسرة الحديث أو مناقشة المشاكل اللهم بضع كلمات يتبادلونها على عجل، اما الخروج مع الأسرة فيعتبر قيدا لايتحمله الشباب، حتى الزيارات العائلية أصبحت من ذكريات الماضي.
لماذا ياترى كل هذا الجفاء؟ هل تغير الزمن الى هذا الحد هل هى أنانية مفرطة سببها يعود الى التدليل الزائد من جانب الاباء.. ربما.
وهل يعنى هذا إنخفاض قدر الحب فى قلوبهم تجاه الام والاب هل كنا نحن الجيل السابق نحب أبوينا اكثر؟
أتمنى الا يكون هذا صحيحا، فالحب لابد موجودا والدليل أنه فى حالة مرض أحد الابوين أو مروره بمحنة يظهر الأبناء بكل القلق واللهفة، ولكن لماذا لاتكون هذه اللهفة أو على الأقل الإهتمام موجود بعيدا عن الازمات؟!
وهل يكفى التعبير عن الحب للام فى عيدها بتقديم هدية مهما غلى ثمنها؟
الإجابة هى لا بكل تأكيد، فالام لاتنتظر هدية ثمينة من أولادها وإنما تحتاج الى حبهم وإهتمامهم وهذا أقل مايجب عليهم تقديمه اليها.
الكاتب: جيهان مصطفى.
المصدر: جريدة الأهرام اليومي.